على الأرجح، قد تأخرت بتوصياتي لهذا الموسم، ولكن إذا كان شخص ما بحاجة لتحفيز إنبات البذور - فإن هذه المادة ستكون مفيدة تمامًا للموضوع.
تنبت البذور أسرع بكثير إذا قمنا بنقعها. هذا الأمر مهم بشكل خاص للنباتات التي تأخذ وقتًا طويلًا للإنبات، مثل البقدونس والجزر والعديد من أزهار الحدائق. وإذا كانت البذور قديمة، فإن سرعة إنباتها تقل بشكل ملحوظ. هناك احتمال (وهو اعتقاد علمي مشكوك فيه قليلًا) أن الزراعة خلال القمر المتناقص يمكن أن تؤدي أيضًا إلى تأخير في الإنبات، لذلك يصبح النقع ضرورة أساسية!
لماذا يجب نقع البذور قبل الزراعة
لقد تطورت البذور عبر مئات الملايين من السنين لتتمكن من البقاء في ظروف قاسية - تحت شمس حارقة، أو في برد قارس، وحتى داخل معدة الحيوانات والطيور. لكن في أوعيتنا الدافئة والمريحة، قد لا تكون البذرة دائمًا جاهزة للإنبات فورًا (على سبيل المثال، الخزامى الذي يحتاج إلى التبريد).
إضافة إلى ذلك، تمتلك النباتات مجموعة من “المستشعرات” الداخلية للبيئة المحيطة. أحد هذه المستشعرات هو الرطوبة. من خلال النقع، نرسل إشارة إلى البذور بأن الظروف المناسبة للإنبات قد حانت.
هناك نقطة مثيرة للاهتمام قمت بقراءتها مؤخرًا (ولكني لا أملك مراجع علمية تدعمها، فقط صدقت الكاتب) وهي أن البذور تحتوي على مثبطات للإنبات تمنع تطور النبتة داخل الغلاف حتى تتحقق الظروف المثالية. وهذه المثبطات تُغسل خارج البذور بعد فترة من ذوبان الثلج، ويمكننا مساعدة الطبيعة بهذه العملية من خلال النقع.
عمومًا، النقع ليس شرطًا لازماً، ولكنه يجعل الأمر أسهل لمراقبة رطوبة التربة عندما نكون واثقين بأن عملية الإنبات قد بدأت. في بعض الأحيان ننتظر 3-4 أسابيع لنرى أولى علامات الإنبات، وخلال هذه الفترة قد تصاب التربة بالفطريات أو على العكس، نقص الرطوبة قد يقضي على البراعم قبل ظهورها فوق سطح التربة.
كيفية نقع البذور
لا نحتاج سوى ماء ساخن وبذور. فقط في الحالات الخاصة قد نقوم بإضافة شيء للماء، مثل تعديله ليكون حمضيًا لمحاكاة عصارة معدة الحيوانات التي تنقل البذور لنباتات نادرة. بالنسبة لنباتات الحدائق، لا يزال تطهير البذور بمحلول برمنجنات البوتاسيوم شائعًا، ولكن هناك العديد من التوصيات لإجراء هذه العملية بعد النقع (20-30 دقيقة في محلول بلون الكرز الداكن).
املأ وعاء بالماء الساخن (حوالي 50 درجة مئوية، بعض البذور تتحمل الغليان، لكن من الأفضل عدم المغامرة بدرجات حرارة تزيد عن 70 درجة مئوية). ضع بذور نوع واحد في الوعاء وانقعها لمدة لا تزيد عن 24 ساعة (الوقت الأمثل لمعظم البذور الصغيرة هو أقل من 12 ساعة).
البذور الكبيرة ذات القشرة الصلبة يمكن أن تخضع لعملية خدش. خدش البذور هو إحداث ضرر بسيط في القشرة الخارجية دون الإضرار بالجنين. يمكن استخدام مبرد أظافر، أو ضغط القشرة باستخدام كماشة، أو استخدام القاطع لقطع طرف القشرة. أنا شخصيًا لا أمارس هذا، لأنني لم أواجه الحاجة إلى القيام به.
أما البذور الدقيقة جدًا، مثل بذور الزعتر، فتُنقع، ثم:
- تؤخذ باستخدام ملعقة صغيرة، أو
- تُمرر عبر مرشح ورقي، أو
- تُسكب مع الماء الذي نُقعت فيه داخل الإناء.
ثم يتم زراعتها مع كل المجموعة المبللة. الإنبات في هذه الحالة يكون ممتازًا، كما يمكن رؤيته مع بذور اللُبيلْيَا في الصورة.
أما ما إذا كان من المفيد نقع البذور في محفزات المناعة، فهذا موضوع جدلي. حاليًا أقوم بجمع مواد حول هذا الموضوع، لكن معظم المصادر التي أجدها هي مجرد إعلانات تجارية.