يُعد مناخ منطقتك عاملًا رئيسيًا عند اختيار النباتات للزراعة، سواءً كانت أشجارًا، شجيرات، خضروات، أو نباتات معمرة. نعلم جميعًا أن شجرة البرتقال (المناطق من 9 إلى 11) لا يمكن زراعتها في تشيرنيغوف (المنطقة 5)، كما أن حقل القمح لن ينجو على الساحل الجنوبي للقرم. اختيار النباتات للزراعة دون أخذ مناطق تحمل البرد بعين الاعتبار مضيعة للوقت، المال، والجهد. واليوم، مع إمكانية الحصول على البذور من أي مكان في العالم، يصبح من الضروري امتلاك بعض المعرفة بمناطق تحمل الشتاء وخريطة المناخ.
كيف تبدو خرائط مناطق تحمل البرد:
ما هي مناطق تحمل البرد؟
في عام 2005، قام علماء وزارة الزراعة الأمريكية (USDA) بتطوير نظام لتحديد مناطق الزراعة استنادًا إلى درجات الحرارة السنوية الدنيا والقصوى في جميع أنحاء العالم، معتمدين على بيانات منذ عام 1976. باستخدام هذه الخرائط، يمكن تحديد النباتات والأصناف الملائمة لمناخك. رغم إمكانية التحكم، على سبيل المثال، في كمية الرطوبة الواصلة، لا يمكننا تغيير درجات الحرارة خارج البيوت الزجاجية. لذلك، استخدام خرائط تحمل الشتاء مهم جدًا عند اختيار المحاصيل للزراعة.
تُقسَّم خريطة تحمل البرد إلى مناطق ملونة ومرقمة وفقًا لدرجة الحرارة السنوية الدنيا القصوى (AAEMT). الأرقام تُعبر عن نطاقات درجات الحرارة الدنيا العشرية بالدرجة فهرنهايت، وكلما كان الرقم أصغر كان المناخ أبرد. الحروف “a” و"b" بجانب الرقم تُحدد نطاق درجات الحرارة بفارق خمس درجات. أدنى درجة حرارة في المنطقة 1a هي -60 فهرنهايت، وأعلى درجة حرارة في المنطقة 13b هي 70 فهرنهايت.
مثال على خريطة مناطق تحمل البرد في أمريكا الشمالية
تأخذ خريطة تحمل البرد الحديثة عدة عوامل تؤثر بشكل كبير على درجات الحرارة في الاعتبار:
- المدن الكبرى الأكثر دفئًا (الأسمنت والأسفلت).
- الارتفاع عن سطح البحر وما يُعرف بجيوب الحرارة. المناطق المرتفعة أكثر برودة من المناطق المحيطة.
- القرب من المياه التي لا تتجمد (شتاء معتدل بالقرب من مجاري الأنهار).
ما الذي لا يمكن معرفته من خلال خريطة المناخ؟
رغم أن خريطة مناطق تحمل البرد يمكن أن تكون نقطة انطلاق جيدة لاختيار النباتات، إلا أنها لا تقدم جميع المتغيرات الضرورية.
ما لا تقدمه خريطة المناخ:
التقلبات غير المعتادة في درجات الحرارة: الصقيع المبكر في الخريف أو الدفء في الربيع يليّه صقيع جديد. الطقس غير الموسمي يمكن أن يقتل النباتات التي قد تتأقلم في حال اتسمت التغيرات بالاعتدال. البيانات التي تعتمد عليها تصنيف المناطق متوسطة، لذلك هناك دائمًا خطر فقدان النباتات عند الحد الأدنى الحقيقي لدرجات الحرارة في منطقتك.
كمية تساقط الثلوج. يعمل الثلج كعازل يساعد النباتات المعمرة على تجاوز الشتاء عن طريق حماية التربة من التجمد. على هذا النحو يعمل الثلج في حقول القمح الشتوي. المحاصيل التي تتحمل الشتاء تحت الثلج قد تفشل في الشتاء قليل الثلوج.
كمية أشعة الشمس ورطوبة التربة.
رطوبة الهواء التي لا تنعكس في خريطة المناخ. بالنسبة للنباتات المتساقطة الأوراق، تساعد الرطوبة العالية في التخفيف من الإجهاد الناتج عن النمو في المناطق الأقل ملاءمة من حيث تحمل البرد، حيث تعمل على تلطيف المناخ.
وقت الزراعة. سهل معرفة ماذا تزرع في منطقة معينة، لكن منطقتك لا تخبرك متى تزرع. الإجابة عن هذا السؤال تعتمد على فترة نمو نباتاتك، والتي تُحدد بناءً على تواريخ الصقيع الأول والأخير. أقوم بشرح ذلك بالتفصيل في المقالة
أسرار الزراعة الناجحة للبذور . أداتين فقط - مناطق تحمل البرد ودليل تواريخ الصقيع - هما كل ما تحتاجه لاتخاذ القرارات الصحيحة في اختيار النباتات.
كيفية معرفة تحمل النبات للبرد وما الذي يمكن فعله بذلك
نادراً ما يُذكر هذا المؤشر على أكياس البذور المحلية، لكنه موجود دائمًا على جميع البذور التي تشتريها عبر الإنترنت من دول أخرى، بالإشارة إلى منطقة تحمل البرد الخاصة بـUSDA. وهناك أيضًا كتالوجات نباتات خاصة يمكنك البحث فيها عن أي نبات+صنف لمعرفة مقاومته للصقيع وفقًا لتصنيف USDA. يمكنك هناك أيضًا العثور على معلومات حول احتياجاته من الري والإضاءة. العديد من الثقافات لديها نطاق كبير من الحساسية لدرجات الحرارة. على سبيل المثال، تنمو زهرة الكوبية في المناطق من 4a إلى 9a، بينما يزدهر الزنجبيل فقط بين 8b و11a. إذا كانت منطقتك تقع على حدود المناطق المناخية للنبات الذي اخترته، فستحتاج إلى حمايته خلال الفترات الأكثر تطرفًا، تعديل تواريخ الزراعة، وأخذ في الاعتبار إمكانية قصر الفترة النباتية.
الملفوف السافوي لا يخاف من درجات الحرارة المنخفضة القصيرة
بالنسبة للنباتات المعمرة، تعد المنطقة القادرة على تحمل الشتاء هي العامل الحاسم - الأشجار والشجيرات والأعشاب المعمرة يجب أن تتحمل أدنى درجات الحرارة التي تشهدها منطقتك. أما بالنسبة للنباتات الحولية، فيمكن توسيع حدود المناطق باستخدام البيوت البلاستيكية وضبط التواريخ المثلى للزراعة.
جداول الزراعة حسب مناطق مقاومة الشتاء
يساعدك التقويم الزراعي المستند إلى المناطق المناخية في تحديد مواعيد الزراعة ونقل النباتات إلى الأرض. سوف تحتاج إلى تعديل الفترة النباتية بناءً على تواريخ الصقيع الأول والأخير في منطقتك، لكن هذه التقاويم تشكل نقطة انطلاق جيدة وتساعدك في الاستفادة القصوى من أرضك.
تم إعداد الجداول بواسطة علماء زراعيين من أكبر مزود لبذور ونباتات الشتلات في الولايات المتحدة، Urban Farmer.
